• ×

02:22 مساءً , الجمعة 3 مايو 2024

الاجتماع والتواصل الأسري مطلب ديني واجتماعي لكل أسرة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
 


الاجتماع والتواصل الأسري مطلب ديني واجتماعي لكل أسرة



كتب : محمد المسفر





لا شك أنّ الاجتماع الأسري الدوري وخلال المناسبات مطلب اجتماعي وديني لكل أسرة، وهو خلاف تمشيه مع صلة الرحم والقربى التي حثنا عليه ديننا الحنيف مطلب اجتماعي ونفسي بين رب الأسرة وأبنائه وبناته وأحفاده وأقاربه من الدرجة الأولى والثانية، لأنّ فيه تعميقاًً لأواصر المحبة والقربى وزيادة في تقوية رباط العلاقة الأسرية والاجتماعية، وأي تواصل حتى ولو كان خارج الأسرة بين اثنين أو أكثر، هو مفيد لزيادة الروابط بينهم وتقوية العلاقة الاجتماعية التي ما تلبث حتى تكون حاجة نفسية لكل فرد ممن ربطت بينهم هذه العلاقة، ثم تصبح ضرورة لا أحد يستطيع أن يستغني عنها، لأنها غذاء روحي ونفسي يجد الإنسان من خلالها الحياة، ويتنفس منها الود والمحبة والتكافل بشتى صوره الجميلة، فما بالكم بهذه العلاقة وضرورتها بين الأقارب ولا سيما بين الرجل وأفراد أسرته الصغيرة والكبيرة.

أعتقد يا عزيزي القارئ أنّ هذه المقدمة كافية لإيضاح أهمية التواصل في العلاقات والاجتماعات الأسرية الدائمة ولو على فترات غير متباعدة، لتقوية هذه العلاقة والمحبة بين أفراد هذه الأسرة، وقد قيل قديماً (من بعد عن العين بعد عن القلب)، وليعلم كل إنسان غاب عن آخر سواء كان قريباً أو صديقاً ولا يراه، بالطبع لن يشعر له بشغف في قلبه ولن يبحث عنه إذا طال ابتعاده، إلى درجة أنه لن يطرأ على تفكيره أو ذاكرته، وهذا أضعف ما سيكون نتيجة لهذا البعد.

لذا فإني أعتقد أنه من ضرورياتنا أن نحرص على الاجتماع بأفراد أسرنا من حين لآخر، أو على الأقل كل أسبوع أو كل شهر كل حسب ظروفه فما ( لا يدرك كله لا يترك جلّه)، وأفراد الأسرة هم الآباء وأبناؤهم والإخوان والأخوات، لأن واقع الحال يظهر لنا مدى الجفاء والانشغال بأمور الحياة التي لن تكون إن شاء الله أهم من لقاء الأسرة التي تربط بينها وشائج القربى والصلات الاجتماعية وحاجة كل فرد فيها للآخر من المودة والرحمة، فلو رجعنا بالذاكرة لما كتب في الشعر والوجدانيات حول لوعة وقسوة البعد والفراق بين الأحبة من الآباء والأولاد والإخوة والعشيرة لوجدنا ما تغنى به الشعراء والكتّاب، لأن هذه الصلة والتواصل غذاء روحي ونفسي، وديننا الحنيف اعتبر قطع هذه الصلة من الأقارب بأنه عقوق وقطع لروابط العلاقة الإنسانية التي لا تستقيم الحياة إلا بها، ولا تظهر حلاوتها وطعمها إلا بوجود هذه الروابط، وهذه العلاقة السامية هي فوق كل اعتبار. لقد دهشت عندما سمعت كغيري أن هناك أسراً لا يوجد لديها هذا التواصل رغم القرابة بينها، وربما تمر الشهور والسنون دون التقاء، وحقاً يكدر النفس ما نراه من بعض الحقائق المرّة التي تفصم عرى هذه العلاقة، وما يملأ النفس أسى وألما أن نسمع أن هناك شخصاً يجلس مع ابن أخيه في أحد الاماكن ولا يتعرف عليه إلا بعد عدة أيام، هذا هو ما يدمي القلب ويحزن النفس ما وصل إليه التفكك الأسري وما آل إليه بعض أفرادها
إذن يجب على العقلاء وذوي الرأي الرشيد في الأسر العودة إلى الاهتمام بالصلات الأسرية وعلى العلماء وخطباء المساجد ترشيد الناس لهذا الأمر الحيوي في صلاح واستقامة المجتمعات المسلمة التي ظهر فيها مؤخراً التقاعس عن هذه الروابط والصلات الأسرية السامية التي ستحفظ مجتمعنا من التفكك وتقوده لبر الأمان.



من اختيار : ابراهيم العوا د - ابوريان

بواسطة : admin
 0  0  920
جميع الأوقات بتوقيت جرينتش. الوقت الآن هو 02:22 مساءً الجمعة 3 مايو 2024.